أنا راضي وهو راضي وش دخلك يا قاضي
أحد الأصدقاء لديه فلسفة عجيبة في حكاية التعدد.. يقول لي قبل أيام: هل تصدق.. لو كان الأمر بيدي لأصدرت قرارا يلزم كل مواطن تجاوز سن الخمسين بالزواج مرة أخرى!
والأمر وجيه وأخلاقي ـ على حد قوله هو ـ لسببين اثنين.
الأول من أجل المرأة نفسها.. وقوفا معها وانتصارا لها وضمانا لحقوقها ـ هو بالمناسبة من المطالبين بحقوق المرأة ـ حيث يرى أنه لابد من إعطاء المرأة فرصة لالتقاط أنفاسها بعد هذا المشوار الطويل، وبعد أن قامت بواجباتها الزوجية دون تعب ولا ملل.. وقامت بتربية أطفالها حتى تجاوزوا سن الرعاية، وقامت برعاية وترتيب وتدبير منزلها طيلة هذه السنوات، وقامت بأداء واجباتها تجاه زوجها على أكمل وجه، فلا أظن رجلا عاقلا لا يرغب في منح زوجته فرصة للراحة وتخفيف الأعباء الزوجية.
هذا السبب الأول.. أما السبب الثاني من وجهة نظره فهو من أجل الرجل نفسه..
من أجل أن يستمتع بحياته.. هو يسألني: لماذا يبخل الرجل على نفسه بمزيد من السعادة وهي في متناول يديه؟ ما الذي يمنع رجلا في الخمسين أو حتى الستين طالما أنه يتمتع بالصحة والمقدرة، أن يتزوج شابة في الثلاثين من عمرها؟
لماذا لا يساهم مثلا في تخفيف العنوسة حتى وإن لم يكن أحد أسبابها؟
ـ طلب رأيي في الموضوع.. فقلت له نستمع لرأي أبي فلان أولاً ـ وهو أكثرنا شجاعة بالنظر لكونه رجلاً شرقياً حاد المزاج ـ التفت إلينا وقال: "ليش لا، خلوا الناس تتزوج.. خلّوا الناس تفرفش.. خلّوا الناس تنبسط"!
طبعا صاحبنا مؤيد وبشدة للزواج، فإن لم يستطع الرجل الإقدام، فعليه بالمسيار، طالما أنه ـ حسب رأيه ـ شرعي وقانوني ومكتمل الشروط والأركان ويتم برضا ورغبة الطرفين و "أنا راضي وهو راضي وش دخلك يا قاضي"!